انتقادات إسرائيلية يهودية- أوركسترا تعزف ضد الرواية السائدة.

المؤلف: مي خالد11.07.2025
انتقادات إسرائيلية يهودية- أوركسترا تعزف ضد الرواية السائدة.

تكشف استطلاعات الرأي المتعددة التي أُجريت في أوساط الجالية اليهودية الأمريكية عن وجود تباين ملحوظ في الآراء حول إسرائيل، لا سيما فيما يتعلق بانتقاد وجودها وعلاقتها بالفلسطينيين. ففي استطلاع أجراه معهد الناخبين اليهود في يوليو 2021، تبين أن ربع المشاركين (25%) يوافقون على وصف إسرائيل بـ "دولة فصل عنصري"، بينما يعتقد 22% أنها "ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين". والأكثر إثارة للدهشة أن 9% من العينة يرون أن "إسرائيل ليس لها الحق في الوجود أصلاً".

وبعيدًا عن مجرد استطلاعات الرأي، يبرز النقد الأكاديمي كقوة مؤثرة بشكل خاص، ويأتي في طليعته "المؤرخون الجدد" الإسرائيليون الذين يتبنون وجهة النظر الفلسطينية إلى حد كبير، على حد تعبير المؤرخ الفلسطيني الأمريكي البارز رشيد خالدي.

في هذا السياق، تكتسب مؤلفات ثلة من المؤرخين وعلماء الاجتماع الإسرائيليين، أمثال آفي شلايم وإيلان بابيه وتوم سيغيف وبيني موريس وغيرهم، أهمية بالغة، إذ تتحدى هذه الأعمال "الأسطورة القومية" التي قامت عليها دولة إسرائيل، والتي ترسخت عبر الروايات الإسرائيلية الرسمية لتاريخ الدولة. وتمثل هذه الأسطورة حجر الزاوية للنسخة المقبولة من تاريخ الصراع في نظر الغرب.

إن استخدام مصطلحات قوية مثل التطهير العرقي والإبادة الجماعية والاحتلال والقمع وانتهاك حقوق الإنسان والاستعمار لوصف التاريخ الإسرائيلي والأحداث الجارية أصبح أمرًا شائعًا في الأوساط الأكاديمية الإسرائيلية. ويتجلى ذلك بوضوح من خلال الهجمات الشرسة التي تشنها المنظمات ذات الميول اليمينية على المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية.

لقد أدهشني هذا الانتشار الواسع للانتقادات اللاذعة لإسرائيل، ليس فقط في العالم الغربي، بل وفي قلب إسرائيل نفسها. فبالإضافة إلى نعوم تشومسكي المعروف بمواقفه المنتقدة، اكتشفتُ أن هناك "أوركسترا" كاملة من الأصوات اليهودية التي تعارض السياسات الإسرائيلية وتنتقدها بشكل علني ومستمر.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة